الكاتبة نجلاء محفوظ والتفاؤل الذكى

الكاتبه نجلاء محفوظ

تتباين مواقف الناس بشدة من التفاؤل‏,‏ فمنهم من يجده وحده مفتاح النجاح في 

الحياة والنجاة من كل الخسائر النفسية والجسدية‏,‏ مستشهدا بالحديث الشريف 

تفاءلوا بالخير تجدوه 

ومنهم من يرفضه بقوة لاننا نعيش في أيام قاسية ونهدي لهذا الفريق ما قاله 

المصري القديم من الاف السنوات باكيا علي انه لا يوجد صديق في الحياة 

ويشكو من الظلم الفادح وانعدام الوفاء بين البشر‏..‏ 

وكذلك الفيلسوف الاغريقي الذي كان يمسك مصباحا منيرا في النهار وعندما 

سئل لماذا تمسكه ونور الشمس واضح؟‏.‏ 

رد‏:‏ لأبحث عن انسان‏.‏ 

ولنتذكر أن المتشائم يواجه الحياة كمن يغادر بيته وينتظر السقوط في أية 

لحظة ويتحقق ذلك بأسرع مما يتوقع لأنه يهزم نفسه ويصبح فريسة لأي 

منغص ليطرحه أرضا‏..‏ 

ولكل زمان ومكان منغصاته ومعوقات للحياة الناجحة والسعيدة‏,‏ وأمام البشر 

دائما الفرص للتعامل بواقعية ودون أي إنحناء أمام المعوقات‏..‏ 

فمن لا تنهزم روحه لا ينهزم وبالاحتفال بأي نقطة نور ولو كانت صغيرة 

وتبدو في الأفق لتدعيم النفس أمام كتل الظلام ليسهل تفتيتها الواحدة بعد 

الأخري‏,‏ وعدم هزيمة النفس باستحالة الفوز بأفضل حياة ممكنة وسط 

المعوقات وهي جزء لا يتجزأ من الحياة‏..‏ وهو ما يقودنا للتفاؤل الذكي‏,‏ 

فالتفاؤل المفرط سيؤدي حتما إلي الاحباط واليأس لأنه سيبالغ في التقليل من 

الأزمات التي لابد وأن يواجهها فالحياة لن تهدينا كنوزها بسهولة‏,‏ وقد جاء في  

الحديث الشريف استعن بالله ولا تعجز وهو ما يجب علينا فعله‏,‏ فالإبتسامة

الداخلية والسعي بدأب ومثابرة لصنع أفضل ما يمكننا وعدم تعجل النتائج 

والفرح بما نمتلكه بالفعل وإن قل‏-‏ هو الذي ينمي التفاؤل الذكي والذي يزيد من  

مكاسبنا وانتصاراتنا في الحياة والعكس صحيح أيضا‏.‏